© 2020 بنك الرياض. جميع الحقوق محفوظة. بنك الرياض، شركة مساهمة عامة، مساهمة برأس مال 30 مليار ريال، سجل تجاري رقم 1010001054، ص. ب. 22622 الرياض 11416، هاتف 4013030 11 966+، العنوان الوطني: 2414 الرياض 13241-7279، مرخص لها بموجب قرار مجلس الوزراء رقم (91) بتاريخ 1377/05/01هـ، وخاضعة لرقابة وإشراف مؤسسة النقد العربي السعودي.
أما بعد: أيها المسلمون: إن المسلمين إذا زاغوا عن طريق الحق لعبت بهم الأهواء، وساقتهم حيث تشاء، وإذا انحرفوا عن أخلاق الإسلام وفرطوا في قيمهم حلت بهم المصائب والأدواء، وسلكوا طرق الضلال والإغواء، وانهزموا وتسلط عليهم الخصوم والأعداء، وكان مصيرهم التأخرَ والهامشية والانزواء، والسير في ركاب الغالبين الأقوياء. وإن المتأمل في واقع المسلمين اليوم يرى ذلك تمامًا، وتظهر له هذه الحقائق جلية. إن المسلمين المنهزمين اليوم قلدوا الغرب "القوي" في كل شيء سافل تافه من الأقوال والأفعال، ليس في العلم والاختراع والصناعة والابتكار والجدّ، قلدوه في الأخلاق والأكل والشرب واللغة والعادات وفي قوانين الحكم ونظم الحياة، ومن جملة ما قلدوه فيه مصيبة الاحتفال برأس السنة الميلادية، لقد انتشر هذا المنكر الشنيع بين المسلمين وانشغلوا به انشغالاً كبيرًا، واهتمّوا به وتهيّؤوا له، واتخذوا مناسبته عطلة وعيدًا لهم؛ وذلك بسبب ضعف الإيمان في قلوبهم وتقليد النصارى واتِّباع سيرتهم ونهجهم في كل ما يفعلونه، وبسبب الانبهار والإعجاب بحضارة الغرب المادية الزائفة والانخداع ببريقها المخدر، وبسبب الغزو الفكري والثقافي والترويج الإعلامي المسموع والمقروء والمرئي الذي يحرّض على هذه الضلالات، ويلفت إليها أنظار الناس وأسماعهم، ويحرك قلوبهم لها، ويثير أهواءهم للاستعداد لها.