وهذا أصح قال البغوي في شرح السنة 4028 - أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن هارون الطيسفوني ، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد الترابي ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام ، أنا أحمد بن سيار القرشي ، نا قتيبة بن سعيد ، نا الخنيسي ، وهو محمد بن يزيد بن خنيس ، عن وهيب بن الورد العابد ، عن عطاء بن قرة السلولي عن عبد الله بن ضمرة أن النبي ( صلى الله عليه وسلم) قال: " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله أو معلما أو متعلما " محمد بن يزيد بن خنيس روى عنه جمع من الثقات منهم أبو حاتم ولا يروي إلا عن ثقة ، وقد بين السماع في رواية الحكيم ، ولم يسلك الجادة وقال أحمد في الزهد 154- حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ مَا كَانَ لِلَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ. لم يذكر ( العالم والمتعلم) ، وهذا مرسل وقد غلط بعضهم فذكر فيه جابر قال الدارقطني في أطراف الأفراد والغرائب:" ( 1702) حديث: «الدنيا ملعونة.. ». الحديث. تفرد به أبو عامر العقدي عن الثوري عنه، وتفرد به عبد الله بن الجراح عنه" يعني موصولاً وقال ابن أبي حاتم في العلل:" 1863- وَسَأَلتُ أَبِي عَن حَدِيثٍ ؛ رَواهُ عَبدُ اللهِ بن الجَرّاحِ القُهُستانِيُّ ، عَن أَبِي عامِرٍ العَقَدِيِّ ، عَن سُفيانَ الثَّورِيِّ ، عَن مُحَمَّدِ بن المُنكَدِرِ ، عَن جابِرِ بن عَبدِ اللهِ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، قالَ: الدُّنيا ملعونة ملعون ما فِيها إِلاَّ ما كانَ مِنها لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
فيقال له اجعل ( لعل) عند ذاك الكوكب فإن جل طرقه مرفوعة وأولها حسن لذاته ونحوه حديث جابر ولكن الرجل مبتلى بالشذوذ العلمي! اهـ أقول: لم أعرف هذا الهدام الذي أشار إليه الشيخ فإن كان من أهل البدع فلا قرت عينه لكن أرى من الإنصاف العدل في الحكم مع الموافق والمخالف ومن ذلك أن كلام هذا الرجل على هذا الحديث أسد من كلام الشيخ وما أبداه الشيخ لتصحيح الحديث مرفوعا فيه نظر ظاهر فكون جل طرق هذا الحديث مرفوعة لا يدل على أنه محفوظ مرفوعا وهذا واضح جلي وقد تقدم تخريج بعضها وسيأتي تخريج الباقي إن شاء الله وبيان عللها وقد حسن الشيخ حديث أبي هريرة وقد ضعفه العقيلي وابن القطان وناهيك بهما وليس قول أحدهما بأولى من الآخر إلا بحجة واحتمال قول المخالف في مثل هذا لازم لقوة الخلاف ووجاهة المخالف وحسن الشيخ أيضا حديث جابر وهو منكر كما سبق أعله أبو حاتم والدارقطني وابن الجوزي والله أعلم [1] المناوي في الفيض [1] يحيى بن عبد الأعظم هو يحيى بن عبدك وقد تقدت روايته
5/ جابر بن عبد الله الأنصاري رواه سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر واختلف عليه فرواه عبد الله بن الجراح القهستاني عن عبد الملك بن عمرو عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم" الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله عز وجل ". ورواه عن عبد الله بن الجراح جماعة 1/ إبراهيم بن الوليد أخرجه ابن الأعرابي في المعجم وفي الزهد ثنا إبراهيم بن الوليد ثنا عبد الله بن الجراح القهستاني ثنا عبد الملك بن عمرو ثنا سفيان بن سعيد به ومن طريق ابن الأعرابي أخرجه البيهقي في شعب الإيمان وقوام السنة في الترغيب والترهيب والسلفي في معجم السفر 2/ محمد بن أيوب أخرجه أبو نعيم في الحلية موضعين ثنا علي بن الفضل بن شهريار المعدل ثنا محمد بن أيوب ثنا عبد الله بن الجراح ثنا عبد الله بن عمرو العقدي ثنا سفيان بن سعيد به ومن طريق محمد بن أيوب أخرجه البيهقي في الزهد الكبير 3/ إسماعيل بن إسحاق أخرجه البيهقي في شعب الإيمان نا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أبو القاسم الطبراني ثنا إسماعيل بن إسحاق السراج النيسابوري ثنا عبد الله بن الجراح القهستاني ثنا أبو عامر العقدي ثنا سفيان بن سعيد به 4/ أحيد بن الحسين أخرجه الكلاباذي في معاني الأخيار ثنا بكر بن حمدان المروزي ثنا أحيد بن الحسين البامباتي الشيخ الصالح ثنا عبد الله بن الجراح ثنا عبد الملك بن عمرو عن سفيان بن سعيد به 5/ أحمد بن عبيد أخرجه البيهقي في الزهد الكبير نا أبو محمد بن جناح القاضي بالكوفة أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن عبيد الأسدي بهمذان قال وجدت في كتاب جدي ثنا عبد الله بن الجراح ثنا عبد الملك بن عمرو العقدي عن سفيان الثوري به 6/ يحيى بن عبدك أخرجه الخليلي في الإرشاد ثني أبي وجدي في جماعة قالوا ثنا علي بن إبراهيم بن سلمة القطان ثنا يحيى بن عبدك ثنا عبد الله بن الجراح القهستاني ثنا أبو عامرالعقدي ثنا سفيان الثوري به ومن طريق القطان أخرجه القزويني في التدوين 7/ عمرو بن سلمة 8/ وموسى بن هارون علقه الرافعي في التدوين عن أحمد بن يوسف المؤدب أبو نعيم الوهاري قال يحدث عن علي بن إبراهيم بن سلمة ثنا يحيى بن عبد الأعظم [1] وعمرو بن سلمة وموسى بن هارون بن حيان قالوا ثنا عبد الله بن الجراح القهستاني ثنا أبو عامر العقدي عن سفيان به فهؤلاء ثمانية إبراهيم بن الوليد ومحمد بن أيوب وإسماعيل بن إسحاق وأحيد بن الحسين وأحمد بن عبيد ويحيى بن عبدك وعمرو بن سلمة وموسى بن هارون رووه عن عبد الله بن الجراح القهستاني عن عبد الملك بن عمرو عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدارقطني كما في أطراف الغرائب: تفرد به أبو عامر العقدي عن الثوري عنه وتفرد به عبد الله بن الجراح عنه اهـ وقال أبونعيم في الموضع الأول: غريب من حديث محمد والثوري تفرد به عبد الله بن الجراح اهـ وقال في الموضع الثاني: غريب عن الثوري تفرد به عنه أبو عامر العقدي اهـ وقال الخليلي: لم يسنده عن سفيان الا أبو عامر وعنه ابن الجراح وهو ثقة اهـ وهذا الوجه عن سفيان خطأ والوهم إما من أبي عامر العقدي وإما من عبد الله بن الجراح وإن كان من الثاني أقرب فإنه متكلم في حفظه قال ابن أبي حاتم في علل الحديث: وسألت أبي عن حديث رواه عبد الله بن الجراح القهستاني عن أبي عامر العقدي عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله عز وجل.
معاشر المسلمين: إنّ الحديث عن الدنيا لا يعني أنها كلُّها مذمومة, كما يفهمُه بعض الناس؛ حيث يظنون أنّ المطلوب تركُها, وعدم التمتع بما خلق الله فيها, وهذا فهمٌ خاطئٌ, بل المقصود بالدنيا: ما يقابل الآخرة ويصدُّ عنها, وهذا هو معنى الدنيا عند الإطلاق من غير تقييد, ولذلك قال الجرجاني -رحمه الله-: " الحياة الدنيا هي ما يشغل العبد عن الآخرة ". ا. هـ وقال ابن رجب -رحمه الله-: " واعلم أنَّ الذمَّ الوارد في الكتاب والسُّنَّة للدُّنيا, ليس هو راجعاً إلى زمانها الذي هو اللَّيل والنَّهار، ولا إلى مكان الدُّنيا الذي هو الأرض, التي جعلها الله لبني آدم مِهاداً وسكناً، فإنَّ ذلك كُلَّه مِنْ نعمة الله على عباده، وإنَّما الذَّمُّ راجعٌ إلى أفعال بني آدمَ الواقعةِ في الدُّنيا؛ لأنَّ غالبَها واقعٌ على غير الوجه الذي تُحمَدُ عاقبتُه، بل يقعُ على ما تضرُّ عاقبتُه أو لا تنفع ". هـ وقال ابن القيم -رحمه الله-: " الدنيا في الحقيقة لا تُذَمُّ, وإنما يُتوجه الذمُّ إلى فعل العبد فيها, ولكن لَمَّا غلبتْ عليها الشهوات والحظوظ, والغفلة والإعراض عن الله والدار الآخرة, فصار هذا هو الغالب على أهلها وما فيها, وهو الغالب على اسمها, صار لها اسم الذم عند الإطلاق, وإلا فهي مَبْنَى الآخرةِ ومزرعتُها, وفيها اكتسبتْ النفوسُ الإيمان, ومعرفةَ الله ومحبتَه وذكرَه ابتغاء مرضاته, وخيرُ عيش ناله أهل الجنة في الجنة, إنما كان بما زرعوه فيها, وكفى بها مدحًا وفضلاً ".
وأمر زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليهود العبرية، فتعلمها في سبعة عشر يوماً، ولما كان الأسارى في يوم بدر، وعزم النبي ﷺ على أخذ الفداء منهم، كان من يقرأ منهم ويكتب أمره النبي ﷺ أن يعلم عشرة من صبيان المسلمين، ولهذا امتن الله -تبارك وتعالى- على هؤلاء الأميين بأن بعث فيهم رسولاً منهم، فهو أمي، يتلو عليهم آياته، وكان من جراء ذلك أن علمهم الكتابة والقراءة، كان سبباً لهذا، كما هو أحد المعاني في قوله -تبارك وتعالى: وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ [الجمعة:2]، بعد قوله: يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِه ففسر بأنه يعلم الكتاب أي: الكتابة. فالشاهد أن من تتبع النصوص الواردة في الشريعة وجد فيها هذه المعاني، والنبي ﷺ يخبر في جملة من الأحاديث أن المال الصالح لا يكون مذموماً إذا كان بيد صالحة، إذا أخذ الإنسان المال من حله، وأنفقه في حله، وأدى حق الله فيه فإن ذلك لا يكون مذموماً، والصحابة كان لهم حروث وكانت لهم مصالح وصنائع وتجارات، وعثمان بن عفان كان من تجار الصحابة وجهز جيش العسرة وقال فيه النبي ﷺ: ما ضر عثمانَ ما فعل بعد اليوم [3]. وعبد الرحمن بن عوف حاله معروفة، ولما مات قيل: إن ما تركه من الذهب وحده قطع بين الورثة بالفئوس، لكثرته.
[٧] أعمال يحبّها الله تعالى حتى يصل المسلم إلى حبّ الله تعالى له، لا بدّ له من القيام بعدّة أمورٍ، منها: [٨] اتّباع الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وفي ذلك اتباعٌ لله تعالى، حيث إنّه أمر باتباع رسوله وما ورد عنه، حيث قال في كتابه الكريم: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ، [٩] وورد التحذير والنهي من عدم اتباع الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- في العديد من النصوص القرآنيّة، ففي عدم اتباعه نفيٌ لتمام الإيمان، وموردٌ لدخول النار، فقد أقسم الله تعالى في كتابه الكريم أنّ الإيمان الحقيقي لا يتحقّق إلا بتحكيم الرسول في النزاعات والخلافات، وفي التحاكم إلى السنّة النبويّة بعد موت الرسول، حيث قال الله تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). [١٠] تحقيق تقوى الله تعالى في القلوب، حيث قال الله تعالى: (بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) ، [١١] والتقوى ؛ هي جعل حاجزٍ بين العبد وبين نيل العذاب من الله تعالى، وذلك بفعل الطاعات والعبادات.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ألا إن الدنيا مَلعُونة، مَلعُونٌ ما فيها، إلا ذكرَ الله تعالى، وما وَالاهُ، وعالما ومُتَعَلِّمَا». [ حسن. ] - [رواه الترمذي وابن ماجه. ] الشرح الدنيا وما فيها من زينة مبغوضة مذمومة إلى الله تعالى؛ لأنها مبعدة الخلق عما خلقوا له من عبادة الله تعالى والقيام بشرعه، إلا ذكر الله تعالى وما والاه من العبادات، وكذا تعليم العلم وتعلمه، مستثنى مما يبغضه الله؛ لأن هذا هو المقصود من إيجاد الخلق. الترجمة: الإنجليزية الفرنسية الإسبانية التركية الأوردية الإندونيسية البوسنية الروسية البنغالية الصينية الفارسية تجالوج عرض الترجمات