حديث «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا.. » ، «كافل اليتيم له أو لغيره.. » تاريخ النشر: ٢٠ / شوّال / ١٤٢٧ مرات الإستماع: 32590 أنا وكافل اليتيم في الجنة كافل اليتيم له أو لغيره الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: ففي باب "ملاطفة اليتيم والبنات" أورد المصنف -رحمه الله-: حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله ﷺ: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما [1]. أنا وكافل اليتيم ، اليتيم: هو الذي مات أبوه وهو صغير دون سن البلوغ، وهذا بالنسبة للآدميين، وبالنسبة للحيوانات يقولون: من ماتت أمه، وذكر بعضهم أن اليتيم في الطيور من مات أحد أبويه، هكذا قال بعض أهل العلم. اليتيم: هو الذي مات أبوه وهو صغير دون سن البلوغ، وهذا بالنسبة للآدميين، وبالنسبة للحيوانات يقولون: من ماتت أمه، وذكر بعضهم أن اليتيم في الطيور من مات أحد أبويه، هكذا قال بعض أهل العلم. والذي يهمنا هنا هو اليتيم في بني آدم، من ماتت أمه فليس بيتيم، من مات أبوه فهو اليتيم، وذلك أن الأب هو العائل، ولما له من المنزلة عند هذا الولد، فالولد يشعر أن هذا الأب هو سنده بعد الله ، به يحتمي وبه يتقوى وبه ينطلق في الحياة، وما أشبه ذلك، فإذا فقده صار منكسر القلب، وصار ضعيفاً يطمع فيه من لا خلاق له، ممن لا يخاف الله -تبارك وتعالى، فيأخذ ما بيده، ولهذا شدد الله في أموال اليتامى، إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا [النساء:10]، وقال: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ [البقرة:220]، يعني في المأكل والمشرب، فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ يعلم من يخالطهم ليذهب بمالهم وليفسده، ومن يفعل ذلك على وجه الإحسان إليهم، والإرفاق بهم.
لقد اوصانا الله ورسوله على اليتم وأمرنا بالإحسان إليه, والرفق به والعطف عليه, فقال تعالى: (( و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا و بالوالدين إحسانا و بذي القربى و اليتامى و المساكين(( من الاحاديث التي حثت ايضآ على اليتيم هي: عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) رواه البخاري قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: [قال ابن بطال: حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك] ثم قال الحافظ ابن حجر: وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى. وقال الحافظ أيضاً: قال شيخنا في شرح الترمذي: لعل الحكمة في كون كافل اليتيم يشبه في دخول الجنة، أو شبهت منزلته في الجنة بالقرب من النبي صلى الله عليه وسلم، أو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم لكون النبي صلى الله عليه وسلم شأنه أن يبعث إلى قوم لا يعقلون أمر دينهم فيكون كافلاً لهم ومعلماً ومرشداً، وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل أمر دينه بل، ولا دنياه، ويرشده، ويعلمه، ويحسن أدبه فظهرت مناسبة ذلك.
س: بالنسبة لكفالة اليتيم: أحيانًا تصير هناك قسيمة لمدة سنة ولمدة سنوات، فهل لو كفله لمدة سنة يشمله الحديث؟ ج: يُرجى له الخير إن شاء الله، لو ساهم في هذا الشيء يُرجى له الخير. س: أصبتُ بمرضٍ في أول رمضان العام، وفقدتُ شعوري، وما شعرتُ بالدنيا إلا بعد رمضان؟ ج: يعني: غيبوبة؟ س: نعم تقريبًا حول الغيبوبة. ج: إذا ذهب عقلُك فلا شيءَ عليك، وإن كان عقلك معك تقضي، هل لم تكن تعقل شيئًا؟ س: نعم. ج: ما عليك شيء. س: لا إطعام ولا صيام؟ ج: لا إطعام ولا صيام؛ لأنه كالمجنون وكالمعتوه، وقد رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ.
أيها الحبيب: هل تجد في قلبك قسوة وتريد أن يذهبها الله؟ هل تريد أن تكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؟ هل تريد أن تكسب مئات الحسنات بعمل يسير جدا؟ إذا أردت ذلك كله فكن لليتيم مكان والده ، أحسن إليه ، اقترب منه ، ابتسم له ، امسح رأسه ، طيب خاطره ، أدخل البسمة على روحه الظامئة. الإحسان إلى اليتامى من أعظم البر: لقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى اليتيم غي أكثر من آية من كتابه الكريم فقال الله عز وجل: ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) (النساء: من الآية36). وقال عز وجل: ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ) (البقرة: من الآية220). وقد جعل الله تعالى الإحسان إلى اليتامى قربة من أعظم القربات ونوعا عظيما من البر، فقال:( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة:177).
فدلَّ الكتاب والسُّنة على أنَّ أكْلَ مال اليتيم من الكبائر، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اجتنبوا السبع الموبقات))، وذكر فيها: ((وأكل مال اليتيم))". يقول الدكتور وجيه الشيمي: "وقد اقتضَت حكمة الله أن يولَد الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يتيمًا؛ ليكون ذلك شرفًا لليُتم، ومواساة للأيتام؛ قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ﴾ [الضحى: 6]؛ لذا قال الحق - عزَّ وجلَّ - في نفس السورة: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ [الضحى: 9]. وقد أوصانا الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصيَّة جازمة بالحفاظ على حقِّ اليتيم، وحرَّج على مَن يتعدَّى أو يَظلم يتيمًا".
وذكر بعده: حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: كافل اليتيم له أو لغيره، أنا وهو كهاتين في الجنة ، وأشار الراوي وهو مالك بن أنس بالسبابة والوسطى [1]. هذا يفسر الحديث السابق، له أو لغيره ، له: مثل رجل مات عن أطفاله، فقامت أمهم برعايتهم وتربيتهم، فهي كافلة لهؤلاء الأيتام، له، وقد يكون العم، وقد يكون الأخ الأكبر يكفل إخوانه، فهذا كافل له، يعني هؤلاء أيتام له، من قرابته، له أو لغيره يعني لأجنبي منهم ليس من قرابته، أنا وهو كهاتين في الجنة ، وأشار الراوي وهو مالك بن أنس بالسبابة والوسطى، رواه مسلم. فيحرص المسلم إذا سمع مثل هذا على أن لا يفوته مثل هذه الأعمال التي تبلغ به المنازل العالية عند الله -تبارك وتعالى، وهذا من فضل الله، ومن لطفه بنا أن الإنسان يصل إلى درجات عُلى بأعمال يسيرة لا تكلفه كثيراً. نسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى الخير، وأن يعيننا على طاعته، ويغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. أخرجه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم، برقم (2983).
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط باب ما جاء في رحمة اليتيم وكفالته 1918 حدثنا عبد الله بن عمران أبو القاسم المكي القرشي حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بأصبعيه يعني السبابة والوسطى قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح